من الوسائل المهمة التي تساعد الإنسان على معرفة نفسه بدرجة مناسبة، ومعرفة نقاط الضعف والقوة في شخصيته هي ملاحظته لردود أفعال الآخرين من حوله. وهنا يجب الإشارة إلى من هم هؤلاء الآخرين الأشخاص لأن بعض المحيطين في كثير من الأوقات تكون ردود أفعالهم مرتبطة بأحكام مسبقة لديهم، وقد تكون تلك الأحكام المسبقة حقيقية في بعض الأحيان وقد تكون غير حقيقية في أحيان أخرى. وربما تكون أحكام مبالغ فيها لا هدف لها سوى كسر الآخر وتدميره نفسيًا، عن طريق النقد اللاذع والهدَّام. الذي يتسبب في تكوين انطباعات سلبية لدى الآخر عن نفسه.
ولهذا يجب التأكد من مكانة هذا الآخر الذي يمكنني ملاحظة ردود أفعاله ومدى ثقتي في محبته لي وفي حُسن تقديره للأمور، وأيضًا مدى استحقاقه لهذه الثقة وتأهيله النفسي الذي يساعده على إبداء أراء موضوعية صادقة
ويساعدني أنا أيضًا على اعتبار آرائه وردود أفعاله محل ثقة وتقدير.هذا الآخر القريب هو الشخص الذي له مكانة كبيرة عندي والذي لا يسعى إلى إهانتي أو إيلامي أو يدخل معي في منافسة مُرهقة أنا في استغناء تام عن الخوض فيها.لكنه يهتم لأمري ويريدني أن أعرف أكثر عن نفسي وأن أطوِّر من نفسي وأتخلص من النقاط السلبية الموجودة في شخصيتي. هذا الآخر الذي يستمتع كل منَّا بوجود صداقة حميمية تمنحنا الحق في تعديل سلوك كل منَّا للآخر، وفي لفت انتباهه لأفعاله التي يقوم بها دون قصد منه أو دون إدراك في بعض الأحيان. فيكون كل منَّا هو مرآة الآخر الذي يرى فيها تلك الجوانب الخفية عليه في شخصيته، ولهذا يجب أن تكون مرآة نظيفة خالية من الشوائب أو الشروخ