إذا كان لديك مشكلة ما في عدم الغفران، أو عدم المحبة، أو الشك في الآخرين، وبدأت في رحلةالتغيير، فهل هذا التغيير يُعد تغيير روحي أم تغيير نفسي؟ ولأننا اتفقنا على أن الله يريد من الإنسان أن يكون في حالة من التغيير المستمر ولا يريد منه أن يكون ساكنًا مستسلمًا بل أن يسعى إلى الوصول إلى تلك الصورة عينها، أي صورة المسيح يسوع، فهل يعتبر هذا التغيير روحي أم نفسي؟
يدخل الكثيرون في هذا الجدال معتقدين أن الله يريدنا أن نتغير روحيًا فقط، وأنه غير مهتم بتغيُّرنا النفسي. فإذا كنت أعاني من مشكلات نفسية، أو من ميول انعزالية، أو من مخاوف وقلق وعدم ثقة بالنفس فهذه كلها مشكلات نفسية، وأن الله غير مهتم بها، وأنه يريدني فقط أن أتغير روحيًا. وهذا الكلام غير حقيقي، ولا أساس له من الصحة، لأن الله يريد للإنسان تغيُّر روحي ونفسي،ولا يوجد فرق بين الاثنين.فالله يهتم بالإنسان ككل، ويتعامل معه كوحدة واحدة غير قابلة للتقسيم. إن أراد الإنسان تعلُّم المزيد من الحب، فهل يستطيع تحديد إذا كان هذا الاحتياج هو احتياج نفسي أم احتياج روحي؟ أو إن أراد التخلص من الأنانية والنرجسية وحب الذات، فهل يمكن تحديد إن كانت هذه مشكلة نفسيةأم روحية؟ أيضًا إن كان أحدهم لا يستطيع أن يسامح أو يغفر لأحد، فما طبيعة هذه المشكلة، نفسية أم روحية؟
لا يستطيع أحد أن يفصل أبدًا بين كيانالإنسان النفسي والروحي، لأنهما مثل الضفيرة المجدولة يصعدان معًا ويهبطان أيضًا معًا، ويؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به، فعندما يقول الله: “ونحن ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف، كما في مرآة، نتغير الي تلك الصورة عينها”، فإنه يقصد تغيرًا نفسيًا وروحيًا في الوقتنفسه، و من يريد أن يتغير روحيًا ويغفل الجانب النفسي، لن يتغير ولن يصل إلى النضوج النفسي الذي يدعوه الله إلى الوصول إليه، نحتاج أن نفكر في الجانبين النفسي والروحي معًا.
فكر ...واتغير
ممكن نعرف رأيك ببساطة؟
ما التغير الذي يتطلب منك ان تغير نفسك؟
شاركنا اجابتك واذا كانت تحتاج اي مساعده سوف نتواصل معك على الخاص